» » عمار من مخيمات اللجوء إلى مدارس بريطانيا


يروي الشاب الفلسطيني عمار مصطفى مسيرته الطموحة من طفولته في ليبيا إلى مخيمات اللاجئين في سورية ولبنان، وانتهاء بمدرسة «ايتون كوليدج» البريطانية المرموقة التي خرجت كبار شخصيات بريطانيا.

وبفضل النتائج الدراسية الممتازة التي حققها عمار، وبمساعدة من مؤسسة «كوغيتو سكولارشيب»، تمكن من الدخول إلى أكثر المؤسسات التعليمية رقياً في بريطانيا، وفيها درست شخصيات لامعة في هذا البلد، منهم رئيس الوزراء ديفيد كامرون ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون والأميران ويليام وهاري.

ويقول عمار «انها فرصة تغير حياتي...عيش هذه التجربة الرائعة في بريطانيا جعلني أشعر أني ربما قادر على التغيير في مجتمعي».

ولد عمار في ليبيا، وحين كان في عمر السنتين رحل به والده مع والدته وأشقائه الثلاثة إلى مخيم اليرموك في دمشق، حيث عمل الوالد تقنياً كهربائياً.

لم يكن مخيم اليرموك مخيماً بما تعنيه الكلمة، وإنما كان حياً من أحياء دمشق، بلغ عدد سكانه 160 ألفاً قبل اندلاع الأحداث في سورية وتحوله إلى ساحة معارك بين القوات النظامية والمعارضة، واليوم لم يبق من سكانه سوى 18 ألفاً.

ويروي عمار «تركنا المخيم عشية قصفه في العام 2012، متجهين إلى مخيم البرج الشمالي في صور جنوب لبنان».


في مدرسة تابعة لوكالة «غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين» (اونروا)، التفت إليه استاذ الفيزياء البريطاني بيتر مان، وقرر مساندته.
ويقول الاستاذ «عمار خجول جداً وهادئ، لكن نتائجه الدراسية ممتازة، وهو مختلف عن أترابه».
وأوضح عمار «بعد التخرج من الجامعة أنوي البقاء في أوروبا أو الولايات المتحدة للعمل، لكن هدفي على المدى البعيد هو العودة إلى لبنان ومساعدة الفلسطينيين كمهندس مدني».

وفي انتظار ذلك، يعيش عمار وقتاً ممتعاً يمضيه في استكشاف محيطه، ولعب السكواش وكرة المضرب وكرة القدم وألعاب الفيديو، إضافة إلى تعلم فن التصوير الفوتوغرافي.

وقالت المسؤولة عن مؤسسة «ايتون كوليدج» البريطانية إن «إقامة عمار في بريطانيا لا تخلو من المصاعب، فاللغة هي التحدي الأكبر، إضافة إلى الاشتياق إلى أهله».

وأضافت مولتري أن «الاستفادة من هذه التجربة متبادلة، إذ ان هؤلاء التلاميذ القادمين من الشرق الأوسط يكتسبون الكثير هنا، لكنهم أيضاً يفتحون آفاقاً جديدة لزملائهم الذين يتشاركون معهم الحياة اليومية».

يبدي عمار سعادته بالنظام التعليمي في مدرسته الجديدة، ففي لبنان كان يتلقى 14 مادة تركز بمعظمها على «الحفظ غيباً»، أما في ايتون فهو يدرس الرياضيات والرياضيات المعمقة والفيزياء، ويعيش تجربة كانت مستحيلة في مدرسته، إذ يخوض تجربة اكتساب المعارف في المختبر.

إضافة إلى تفوق عمار، كان لمؤسسة «كوغيتو سكولارشيب» الفضل الأكبر في إتاحة هذه الفرصة له، إذ تتكفل بنفقات تعليمه البالغة 50 ألف دولار سنوياً.

ويقول مؤسسها رجل الأعمال الإيراني علي عرفان إن «هدفنا أن نعثر على الفتيان والفتيات الأكثر تفوقاً في المجتمعات المهمشة في الشرق الاوسط، وأن نمنح 100 منهم سنوياً أفضل مستوى من التعليم في العالم، بأمل أن يكون لدينا بعد عشرين عاماً 2000 شخص يقدرون على الاضطلاع بدور في نهضة الشرق الأوسط».
ايتون (المملكة المتحدة) - أ ف ب 

»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث