» » اللاجئون السوريون بمصر وواقع الهجرة الغير شرعية


ينوي كثير من اللاجئين السوريين الموجودين في مصر تكرار عمليات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا رغم ما بها من مخاطر، ورغم ما حدث منذ أيام، من غرق أكثر من 500 مهاجر غير شرعي، أغلبهم من السوريين والفلسطينيين، بإغراق قارب كان يقلهم إلى إيطاليا.
يروي اللاجئ السوري أبو فهد، من غرفته في فندق بالقرب من مدينة دمياط المصرية، كيف أنقذ القدر أسرته من الموت غرقا قبل أسبوعين، لكنه يؤكد إصراره على تكرار المحاولة للذهاب إلى أوروبا.
وكان من المفترض أن يصعد أبو فهد مع أسرته على ظهر مركب أبحر من شاطئ في ضواحي دمياط، المطلة على البحر المتوسط، مساء السادس من سبتمبر الجاري، لكنه تأخر بضع دقائق فقط، فألقى الجيش المصري القبض عليه.
قتل جماعي
وتم إغراق السفينة المتهالكة من قبل منظمي الرحلة غير الشرعية، بعد 4 أيام، أمام مالطا، بعد أن رفض المهاجرون الانتقال إلى مركب آخر أصغر، ما أدي إلى مقتل قرابة 500 مهاجر، فيما وصف بأنه "قتل جماعي".
ولم يردع أبو فهد ولا يخيفه هذا الموت في أعالي البحار.
ودفع أبو فهد، الذي تم إطلاق سراحه الخميس الماضي، 3 آلاف دولار للمهربين لنقله هو وزوجته إلى إيطاليا، بعد أن أقاموا في مصر، بشكل غير مشروع، لسنوات. ولم يطلب المهربون أي أموال مقابل نقل أبنائهم.
رحلة خطيرة
وفيما كان أبناؤه الـ5 يتحلقون حوله، قال أبو فهد، "صارحت زوجتي أن الرحلة خطرة وأنني لست واثقا من أننا سنصل مع كل أبنائنا أحياء إلى الشاطئ المقابل".
وأكد اللاجئ السوري وعدد آخر من الراغبين في الهجرة غير الشرعية أنهم يفضلون الهجرة بهذه الطريقة رغم المخاطر المحيطة بها، نظرا للفقر الشديد، الذي باتوا يعانون منه ولرغبتهم في توفير مستقبل أفضل لأبنائهم، حسبما ذكرت وكالة أنباء فرانس برس.
وقال أبو فهد، "حياتي أصبحت شاقة وبات من الصعب الاستمرار في الإقامة كمهاجر غير شرعي" في مصر، مضيفا أن كل ما تملكه أسرته الآن هو الملابس التي يرتدونها. موضحا أن جواز سفره انتهى منذ عدة أعوام، وكان يعيش في القاهرة على الاقتراض من الأقارب والأصدقاء قبل أن ينتقل إلى دمياط سعيا للمغادرة إلى أوروبا.
واتصل أبو فهد بالمهربين في القاهرة، ودفع لهم المبلغ المتفق عليه بعد أن باع أثاث منزله.
وحول ليلة القبض عليه، قال اللاجئ السوري، "في البداية صعدنا إلى حافلة مع 80 شخصا آخرين وكان بحوزة المهربين مسدسات وأسلحة بيضاء ولم يكفوا عن الصراخ". متابعا، "بعد ذلك نزلنا على شاطئ ورأينا مركبا يعطي إشارات ضوئية بالليزر، حاولنا الوصول للمركب ولكننا تأخرنا، لأن زوجتي كانت تعرج وفجأة ظهر أفراد الجيش وبدأوا في الصراخ علينا وإطلاق النار في الهواء".
فر المهربون، لكن الجيش سلم أبو فهد وزوجته وأبناءه وعشرات آخرين إلى الشرطة التي أطلقت سراحهم لاحقا.
مشاعر متضاربة
من جهتها، قالت غازية أبو نبوت، وهي أم سورية في الـ45 من عمرها، إن غرق القارب أثار لديها مشاعر متضاربة من السعادة والحزن.
فابنة غازية البالغة من العمر 18 عاما كانت واحدة من القلائل الذين نجوا من مركب الموت، وهي الآن في اليونان. لكن خطيب ابنتها لقي مصرعه عندما أغرق المهربون المركب.
وقالت غازية، "كانت هذه محاولتهما الثانية بعد أن فشلت الأولى ولم ندفع بعد الـ2500 دولار التي تم الاتفاق على سدادها مقابل السفر".
وصلت غازية وزوجها شكري محمد زامل إلى مصر، في نوفمبر 2012، هربا من الحرب في بلدهما.
مراكز للهجرة
ويقول نشطاء، إن عدة مدن مصرية أصبحت مراكز للهجرة غير الشرعية، وهي الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط.
وتحمل السلطات المصرية عصابات منظمة من المهربين مسؤولية غرق سفن المهاجرين.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية، هاني عبد اللطيف، ردا على سؤال حول إمكانية أن يكون مهربون مصريون مسؤولين عن غرق السفينة أمام مالطا، "هناك مافيا مهربين يقودون مهاجرين غير شرعيين إلى إيطاليا"، مشيرا إلى وجود "عمليات تنسيق أمنية مع إيطاليا"، حسبما ذكرت وكالة أنباء فرانس برس.
وأضاف هاني أن "سوريين وفلسطينيين يدخلون إلى مصر بواسطة تأشيرات سياحية قبل أن يحاولوا التوجه إلى إيطاليا بشكل غير شرعي".

»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث