» » رحلتي من عمان الى ستوكهلم 3

اللجوء الى السويد

بقينا في هذا المنزل حتى خيم الليل , ثم بدء مسير جديد , كان الظلام حالك وكنا نتحسس خطانا بين الصخور المتناثرة وكانت بلحظات أخرى تغرق أقدامنا في الرمال ,كنا تارة في صعود وتارة بمنحدرات تعثرنا كثيراً وكنا نساعد بعضنا البعض في أهتداء المسالك .
حوالي ثلاث  ساعات أو أكثر وصلنا الى النقطة المطلوبة , مع أنها لا تبدو مميزة عن باقي ضروب الصحراء , قليل من الأنتظار وأذ  بضجيج سيارات الدفع الرباعي يكسر صمت الصحراء , عدد من سيارات البيك اب تويوتا  ذات الدفع الراعي يقودها ويرافقها اشخاص مسلحون بانواع مختلفة من الاسلحة , وكأنهم ينوون خوض حرب .
 الرواية واضحة علينا ان نمتطي عربات هذة السيارات , بدائنا الركوب قبل أن يطلب منا ذلك , وأخذت السيارات بالمسير وسط الصحراء وكادت أضلاعنا تتكسر من قساوة السيارات على الطريق .حوالي ساعتين ثم تم أنزالنا في نقطة لم تختلف معالمها عن النقطة التي أنطلقنا منها سوى أطلال  منزل مشيد من الحجارة والطين  . 
دخلنا هذا المنزل وننضم لعشرين شخص وجدناهم بالداخل , وبعد أن تأكدت من الموجودين اننا حالياً في الاراضي الليبية  ارتميت على الأرض ونمت قليلاً ثم أخذنا نتعرف على بعضنا مضت ساعات وما من أحد اتى ليكمل لنا طريقنا  , قضينا حوالي يوم في هذا المكان , عند الصباح بدا واضحاً ان صوت شاحنة كبيرة تقترب منا  توقفت بالخارج وبدت لنا من الثقوب الكثيرة في الجدران أنها شاحنة كبيرة حمراء اللون , والمشكلة لدي لم تكن باللون طبعاً, بل بالسائق فهو بأحسن تقدير لم يتجاوز 15 عام واذا لم يخب ظني سيقود شاحنة حمولتها خمس وستون راس ,, حسب تعبير ابو ابراهيم,, تم تحميل الحمولة بسرعة وانطلقت الرحلة في شاحنة مغلقة تحت شمس تموز الصحراوية , لاأعلم كيف إستطعنا تحمل هذة الحرارة مع هذا العدد الكبير من الأشخاص , لكن هذا من إعجاز قدرة الجسم البشري على التحمل .
مالم يكن بالحسبان وقع بالفعل , أطلاق نار أصوات ضجيج هدير محركات حولنا , صراخ يطالب سائقنا بالتوقف , لحظات وتوقفت الشاحنة , فتح الشادر الذي يظلنا , وأذ بزي رسمي وسيارات شرطة , انزلوا الحمولة والمقصود بها 65 بني ادم , كثير من الشتائم كثير من الركلات وبعض الصفعات , خلال دقائق كنا جميعا مستلقين أرضاً ووجوهنا للأسفل . 
إصطحبونا الى المركز الخاص بهم وضعونا جميعاً بزنزانة واحدة تشاركنا بها بعض الجرذان والحشرات وهكذا قضينا الثلاث ليال التالية مع بعض الفتات من الخبز والبطاطا المسلوقة.
صاح أحد أفراد الشرطة بتجهيز أنفسنا , وقفنا ولا نعرف ماذا ينتظرنا , وأسوء ا الهواجس التي  راودتني خلال تلك الثلاث ليالي حول مصيرنا , حضرت في بالي , فتحت بوابة الزنزانة خرجنا بص واحد حسب تعليمات الشرطي , والمفاجئة أن ما كان ينتظرنا هو سائقنا ذو 15 عام مع شاحنتة الحمراء , من جديد تم تحميل الحمولة , وانطلقت الشاحنة من جديد , وعلمنا لاحقاً أن المهرب الرئيسي هو من دفع مقابل كل راس مبلغ معلوم واخرجنا ليتمم رحلته.
سارت شاحنتنا الحمراء قدماً ودون تباطئ بضع ساعات وصوت إنفجار أحد العجلات دب الرعب بنا جميعاً , تم تنزيل الحمول بعد أن توقفت الشاحنة بالرمل , إنتظرنا وانتظرنا قدوم شاحنة الإنقاذ بعد أن أجرى السائق مكالمة من هاتف الثريا الذي بحوزته 
لم ترحمنا حرارة الصحراء وبت أنها النهاية بالنسبة لي بعد أن نفذ كل مخزون الماء .
وأخيراً وصلت شاحنة الإنقاذ لكن لونها أبيض ليس أحمر وسائقها رجل بالغ , وعيبها الوحيد أن حجمها نصف حجم الشاحنة الحمراء , تم تحميل الحمولة بصعوبة وبدا أن من ركب أولاً لن يخرج ثانيةً , وانطلق سائقنا الجديد باتجاه مدينة زوارة الليبية الساحلية
والحمد الله وصلنا دونما مشاكل , وبما أني أخر الراكبين طبعاً كنت من أول النازلين , وانتظرت لأرى ما حل من لم يكن يوم حظة ودخل الى عمق عربة الشاحنة , ومن جديد يثبت الجسم البشري أعجازة بالتحمل الكل بخير , الحمد لله . 
أنتهى عبور الصحراء , وبقي علينا إجتياز البحر الأبيض المتوسط .
يتبع........

»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث