هولندا : طالب لجوء سوري يربح دعوى قضائية ضد قناة تلفزيونية نشرت له ” تصريحات جنسية ” محرفة تسببت بجدل كبير
ربح طالب لجوء سوري في هولندا دعوى قضائية ضد محطة تلفزيونية هولندية، بثت تصريحات “مجتزأة” مثيرة للجدل له، وتسببت له بالكثير من المشاكل.
وكانت إذاعة ومحطة “PowNed” التلفزيونية الهولندية، بثت تقريراً قبل ثلاثة أشهر، ظهر فيه شاب سوري وهو يتحدث عن المشاكل الجنسية – الصحية التي يعاني منها نتيجة عدم ممارسته الجنس منذ فترة طويلة.
وانتشر المقطع المصور على نحو واسع عبر وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى موجة استنكار واستهجان واسعة لتصريحات الشباب، حيث أنها، بحسب آلاف المدونين، تؤدي إلى إيصال صورة مغلوطة عن اللاجئين السوريين، وتعزز من مزاعم الرافضين لاستقبالهم بحجة أنهم إرهابيون أو متشددون أو أشخاص غير قادرين على الاندماج.
وأكد الشاب الذي خرج من دير الزور ومنها إلى لبنان فتركيا فاليونان، وصولاً إلى هولندا، أن المراسلة زعمت أنها طالبة إعلام تقوم بحلقة بحث عن قضية اللاجئين والاندماج في هولندا، وقامت بسؤاله عدة أسئلة حول الموضوع،ومن بينها أسئلة تتعلق بممارسة الجنس والمثيلة الجنسية.
وأجاب الشاب عن أسئلة المراسلة معبراً لها بنفس الوقت عن استغرابه من بعض الأسئلة (الجنسية) وعلاقتها بحلقة البحث المزعومة، ليكتشف بعد ذلك أن الهدف هو تحوير الأجوبة واستخدامها بغير سياقها.
وأكد الشاب لعكس السير أن المقطع الذي قامت القناة بإعادة انتاجه بما يتناسب مع أهدافها، تسبب له بمشاكل جمة ليس فقط من ناحية انتشاره عبر وسائل الإعلام العربية، بل بسبب تداوله على نحو واسع في هولندا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أدى تالياً لتعرضه للكثير من المضايقات في الكامب الذي يتواجد فيه، واحتجاج عدد من اللاجئين مطالبين بطرده واتهامه بتأخير حصولهم على الإقامات بسبب تصريحات “المسيئة”.
الشاب المحطم نفسياً نتيجة تحوله إلى حديث الساعة واشتهاره بشكل سلبي جراء هذا الفيديو، قبل نصيحة هولنديين متعاطفين شجعوه على مقاضاة القناة، وبالفعل قام الشاب بتوكيل محامية ورفع دعوى.
وحضر الشاب في الأول من الشهر الجاري أولى جلسات المحاكمة، حيث استمعت القاضية إلى أقواله، واستدعت ممثلين عن القناة لتوضيح ما حصل وعرض التقرير كاملاً دون “مونتاج”، ليصدر الحكم اليوم الثلاثاء لصالح الشاب، ويقضي بتعويضه مبلغ 2500 يورو، إلى جانب إلزام القناة بتتبع المقطع المصور والعمل على إزالته بشكل كامل.
يذكر أن هذه القضية هي الأولى من نوعها في هولندا، وحظيت باهتمام كبير من قبل الاعلام الهولندي، فيما لا زال الشاب السوري في الكامب بانتظار حصوله على الإقامة.
المصدر عكس السير